الأربعاء، 18 يونيو 2008

ورحلت قبل ان تودع ........


بدايةٌ مُتعثّرةٌ للقائهم الأخيرِ ، وعلى غيرِ العادةِ قضوها في الكلامِ الجارحِ.
كرّرَ العِتابَ على مسمعِها ، وبالغَ في زجرِها والتعنيفِ عليها ، كانتْ مُطرقةً لا ترفعُ رأسها ، ولا يُسمعُ منها غيرُ تردادِ النفسِ ، تقطعهُ أحياناً شهقةٌ تُبدّدُ صمتَ هديرهِ المُتوالي.
لم يكن ليبالي في حديثهِ أو يهتمَّ لمشاعرِها ، ينزلُ عليها مثلما ينزلُ السيلُ من قممِ السفوحِ على بطونِ الأوديةِ.
قسا عليها كما لو كانَ يضربُ بقطعةِ فولاذٍ على صخرةٍ قوّيةٍ ، لا يُدركُ أثرَ كلامِهِ أو وقعهُ عليها.
كانتْ مُصغيةً بذهولٍ وهو يزمجرُ ، يظنُّ أنَّ القسوةَ تستردُّ ما تاهَ من المشاعرِ أو تبخّرَ من العاطفةِ ، وبينما هو يصرخُ ويُقرّعُ ، حانتْ منها نظرةٌ مُباغتةٌ إلى عينيهِ.
رفعتْ رأسها ، رمقتهُ ببصرٍ أمضّهُ التهديدُ وأعياهُ الشوقُ وأضناهُ الحنينُ ، فبدتْ عينُها فاترةً ، قد كَلَّ ما فيها من حيلةٍ وضاعَ ما بها من جاذبيّةٍ.
هزّتهُ نظرتها هزّةً عنيفةً أذهلتْهُ عن حدّتهِ وصلابتهِ ، ثمَّ صحا على روحهِ وهي تغيبُ وتتحوّلُ إلى كتلةٍ مشتعلةٍ من المشاعرِ الوليدةِ في لحظتِها ، أدركتهُ غصّةٌ شديدةٌ في حلقهِ ، ففتحَ فمهُ تدريجيّاً دون شعورٍ ، ثمَّ عضَّ على شفتهِ السفلى ببطءٍ ، وأحسَّ بارتعاشٍ في أطرافهِ.
وهي بعيونها المريضةِ ، وأنفاسِها المُتعثّرةِ ، لم تقلْ شيئاً غيرَ جملٍ يسيرةٍ خرجتْ بصوتٍ واهٍ يتقطّعُ من أثرِ العبرةِ ، فتفصحُ حيناً ، ثمَّ تأتيها الغصّةُ فتُخني عليها لتتكلمَ دموعُها الهوامي:- مهما قلتَ وسوفَ تقولُ ، إلا أنّني أحبُّكَ ، وأعشقُ قربكَ ، عِشتُ حياتي بينَ حرفينِ خرجا من شفتيكَ : حُبّ ، وُلدتَ في تلكَ اللحظةَ وعرفتُ معنى الجنونِ ، تلذذتُ بانتفاضةِ القُربِ والوصلِ كما ذُقتُ لوعةَ الفراقِ والجفوةِ ، وقد أخلصتُ لكَ الودادَ والمحبّةَ ، وجعلتُكَ تسري في دمي ووجداني ، ولم أخنكَ في يقظةٍ أو منامٍ ، لكنّني فتاةٌ في ميعةِ الشبابِ وزهرةِ العمرِ ، ولي أهلونَ يغارونَ عليَّ أشدَّ من غيرِتهم على أنفسهم ، وعندي من الظروفِ ما لا يجتمعُ لأحدٍ ، وأنتَ رجلٌ كنتَ تغيبُ طويلاً فألتمسُ لكَ المعاذيرَ ، وتغسلُ عنّي أثرَ البُعدِ ببسمةٍ خجولٍ ، أفلا شملني حنانُكَ فقبلتَ عُذري وغفرتَ إخلالي بالوعدِ.
آه ! ، كم تمنّيتُ لو كنتُ طليقةً من سجنِ الظروفِ ، وأسْرِ الحياةِ الاجتماعيّةِ ، فما كرهتُ شيئاً كما كرهتُ توافهَ الحياةِ ، وقيودَ النّاسِ ، وماذا أفادتْني هذه الأغلالُ العنيفةُ ، هل ملئتْ فراغي الموحشَ ، أو سكّنتْ قلبيَ الثائرَ ؟.
كانتْ آهاتُها تفوحُ وتلهثُ هاربةً من حرارةِ الزفراتِ في صدرِها .
وبعد أن أنهتْ هذه الكلمةَ ، أرسلتْ دمعةً خرجتْ من محاجرِها مثلَ شوكٍ يخرجُ من ثنايا الصوفِ المبلولِ.
لامستْ تلكَ الكلماتُ شغافَ قلبهِ ، وعبثتْ بأوتارِ فؤادهِ .
رأى دمعتها تنزلُ وهي تنسابُ على صحراءِ خدّها في دلالٍ مصحوبٍ بكبرياءِ الأنثى ، فمالَ على صفيحِها الغضِّ يلتمسُ مجرى ذلك الجُمانِ المُتحدّرِ ، ومسحَ عليها ببطنِ أصابعهِ ، فأحسّتْ بردَ تلكَ الأناملِ في صدرِها ، وازدادتْ معها رعشةُ النّشوةِ في يدهِ - بعدَما سكنتْ رعشةُ التوتّرِ - ، فأرسلتْ أنّاتٍ هزّتْ حبيبها وجعلتهُ يهيمُ مرّةً أخرى ولا يشعرُ بحالهِ ، لتذوبَ أرواحهم وتنصهرَ في كتلةٍ مُلتهبةٍ من الغرامِ والعواطفِ ، ثمَّ أدارتْ يده على خدّها ومسحتْ بهِ وجهها ووجنتيها ، لتردّها بعد ذلكَ في لطفٍ وهدوءٍ ، قائلةً : إذا كذبت وعودي يا حبيبي فلن تكذبَ هذه العيونُ المُشتاقةُ.
وهي ترمي بسهامِ عينها نحوهُ تستثيرهُ ليزيدها من بوحِ الصبابةِ ، ويُذكي جذوتها ، ويعزفَ بقيثارةِ الغزلِ سيمفونيّةَ الصبوةِ ، لتنطلقَ أغاني الغرامِ مُعلنةً بدايةَ السَّكرةِ ، وتتلاقى الأنفاسُ مُذيبةً جمودَ العِتابِ ، فهمَّ أن يعطفَ عليها ويرويها فيضَ أحاسيسهِ المنصهرةِ بروعةِ جمالِها ، لاسيّما وهو يرى الشفتينِ وقد ظمئتْ من طولِ الانتظارِ ، والأعينَ أصبحتْ فاترةً وهي تترقّبُ لحظاتِ التمرّدِ ، لكنّهُ تذكّرَ أنّهما في مكانٍ عامٍّ ، فأقصرَ دونَ ذلكَ وهو يغلي في داخلهِ.
أقبلَ عليهم الليل يكنسُ بقايا نجومهِ ، ويجرُّ رداءهُ عارياً ، ويصدحُ صارخاً في صمتهِ المهيبِ ، وقد غشّاهم بسكونهِ الصاخبِ بالنسماتِ المُتدفقةِ ، ولم يشعرا من حاليهما إلا وأكفّهم تتناغمُ في توحّدٍ عاطفيٍّ خلاّبٍ.
هذى بكلامٍ كثيرٍ ، لم يشعرْ بذاتهِ إلا وهي تتفكّكُ وتتشكّلُ مرّةً أخرى لتُصبحَ نسمةً منتشيةً تهمي على محيّاها الفريدِ ، شعرَ وقتها أنَّ الزمانَ غيرُ الزمانِ ، والوجودَ غيرُ الوجودِ ، فلا ليلَ يكتنفهُ ولا نهارَ يحويهِ ، لا يذكرُ إلا أنّهُ في ربيعِ حضنِها ، تُزهرُ أفانينُ وردهِ بأنفاسها العِذابِ ، ويقبسُ سناهُ من جذوةِ وجهِها الوضيءِ بالبسمةِ الخجولِ.
قالتْ لهُ : لا بُدَّ من الرحيلِ ، فالوقتُ أزفَ ، وإنَّ تأخّري عنهم قليلاً ربّما حرمني منكَ مُستقبلاً ، والأيّامُ الجميلةُ تتراقصُ أمامنا ، فهلاّ أذنتَ لي يا حبيبي.
فأغضى على مضضٍ وقبلَ طلبها مُكرهاً.
أدارتْ ظهرها ، وصرّتْ بنعليها ، ثمَّ ولّتْ فلم يرَ منها غيرَ طيفٍ بعيدٍ ، وبقايا عطرٍ يلفُّ المكانَ.
توارتْ عن الأنظارِ ، ورحلتْ.
أخذَ ينتظرُ موعدها كما تنتظرُ الصحراءُ قطرَ المطرِ ، لكنّها لم تعُدْ.
مرّت ساعاتٌ ، وأيّامٌ ، وشهورٌ!
رحلتْ ورحلَ معها المطرُ والغيمُ والنّدى.
غابتْ فغابتْ عن حياتهِ البسمةُ.
رحلتْ وانقطعَ العبيرُ عن الحدائقِ وتوقّفَ النسيمُ وغادرتِ البلابلُ وانتهى غناؤها المهيبُ.
راحَ يبحثُ عنها في النجومِ والزنابقِ وأزاهيرِ الرياضِ وأمواجِ البحرِ وزخّاتِ المطرِ ، فلم يجدها.
بحثَ عنها في الأساطيرِ والأقاصيصِ ، وبينَ الأوراقِ ، وفي ثنايا السطورِ ، لكنّهُ لم يقفْ لها على أثرٍ.
تلمّسَ مرساها في موانئ الأملِ وشواطئ الرجاءِ فماتَ الأملُ وتاهَ الرّجاءُ ، أرادها سكناً وقراراً فصارتْ غُربةً ووحشةً لا أمدَ لها.
سمِعَ صوتها في هبوبِ الريحِ ، ورأى خيالها على صفحاتِ الماءِ وهو يرى البدرَ يومضُ نورهُ ويُشرقُ سناهُ.
لكنَّ الخيالَ صاحبٌ غادرٌ ! ، ما لبثَ أن ودّعهُ تاركاً إيّاهُ غارقاً في لجّةِ الدمعِ ، وهائماً في طريقِ العزلةِ الموحشةِ.
لم ينسَ أن يُفتّشَ عنها في دروبِ نفسهِ الشفافةِ وروحهِ الحالمةِ ، لكنّهُ – وللأسفِ – لم يجدْ نفسهُ ولا روحهُ ، فقد دخلَ عالمَ التيهِ والشتاتِ .. تبخّرتْ أمانيّهُ وجفّتْ ورودُ الأحلامِ ، أحسَّ باختناقٍ ووحشةٍ ، حتّى تمادى بهِ الحالُ ، فصارَ يعيشُ حياةَ الهلاوسِ ، دنياهُ هي ما بينَ نومتهِ السليبةِ بعد عِراكٍ مع الأرقِ الجاثمِ ، وبينَ هبّتهِ مذعوراً على وقعِ صوتِها في الحلمِ.
تلاعبتْ بهِ الظنونُ والشكوكُ كما تتلاعبُ الأمواجُ بالسفينةِ ، رمتهُ في متاهاتِ الكآبةِ والحُزنِ ، وسافرتْ بهِ في أوديةِ التّهمةِ والخيانةِ والغدرِ ، حتّى أسلمتهُ الخواطرُ إلى المرضِ ، فصارَ دميةً لا روحَ فيها ، حياتهُ إطراقٌ ووجومٌ.
فتحَ يوماً " الأسمارَ والأحاديثَ " حتّى يُخفّفَ بعضاً من اللوعةِ والألمِ العظيمِ ، قلّبَ صفحاتِ الكِتابِ ، فوقعتْ عينهُ على هذه الأبياتِ:
أبكي الذين أذاقوني مودّتهم ********** حتّى إذا أيقظوني في الهوى رقدوا
واستنهضوني فلمّا قمتُ مُنتصباً ********** بثُقلِ ما حمّلوني في الهوى قعدوا
جاروا عليَّ ولم يوفوا بعهدهمُ ********** قد كنتُ أحسِبهم يوفونَ إذ وعدوا
فتفجّرتْ براكينُ الحزنِ في قلبهِ ، وجاشتْ غواربُ صدرهِ ، وأصابته انتفاضةٌ عنيفةٌ أتتْ على هيكلهِ الرميمِ ، لم يتمالكْ نفسهُ ففاضتْ عينهُ وأخذَ يبكي بكاءَ الطفلِ وينشُجُ نشيجَ الثكلى الوالهِ ، وامتدَّ بهِ الحالُ حتّى أحسَّ باختلاجِ أضلعهُ.
وجدَ في قلبهِ من الحُرقةِ واللوعةِ والأسى ما لا مزيدَ عليهِ ، كأنّما زحفتْ حيّةٌ إلى داخلِ جسمهِ فلدغتْ فؤادهُ ، فهو يتلوّى من الألمِ والوجعِ ، أسى الأيّامِ وجروحِ الأعوامِ ، تلكَ الأحلامُ الورديّةُ صارتْ في صخبِ البعدِ وضجيجِ الفِراقِ جِراحاً كثيرةً تجمعتْ مع مرورِ الوقتِ ، كانا يخفيانها على استحياءٍ ، كدأبِ الذين من قِبلِهم من العشّاقِ ، يبحثُ كلٌّ منهم عن كمالِ صاحبهِ ومكامنِ روعتهِ ، ويغضُّ طرفهُ عامداً عن رؤيةِ العيبِ والنقصِ ، وفي ساعةِ الفِراقِ والبعدِ ينفجرُ ما اندثرَ.
لم تنتهِ تلكَ الليلةُ الصيفيّةُ أبداً ، فقد طالتْ على قِصرها ، لكنّهُ هو الذي انتهى ، صارَ شبحاً لا يعي شيئاً من الحياةِ ، ولا يستجيبُ لأحدٍ ، وعينهُ ترنو نحوَ الأفقِ البعيدِ المُمتدِ إلى ما لا نهاية ، كامتدادِ الرّجاءِ اليائسِ فيهِ ، ينتظرُ قدومها لتُعشبَ حياتهُ وتُورقَ أيّامهُ .
أمانيٌّ ! .. وهل تصدقُ الأمانيُّ !
وكعادةِ أهلِ الهوى كانَ يجدُ نفسهُ في أشعارِ الغرامِ وقِصصِ العشقِ ، كلُّ قصيدةٍ غراميّةٍ يعيشها كأنّما هي مكتوبةٌ فيهِ ، ويرى خيالَ حبيبتهِ في كلِّ إنسانٍ ، وإذا هبَّ النسيمُ تذكّرَ ريّاها ومبسمها ، هكذا هي الحياةُ عونٌ على العاشقِ البائسِ ، تُحرّكُ أشجانهُ بما لا معنى لهُ ولا روحَ فيهِ ، لتزيدَهُ من أثرِ الوجدِ وتقتلَ بقيّةَ العافيةِ.
لقد أعدَّ للحُبِّ أشعارَ العشّاقِ ، وجمعَ لها ألذَّ الكلامِ وأعذبَ القصيدِ ، ولم يدُرْ بخلدهِ أن تغيبَ دون استئذانٍ كما دخلتْ حياتهُ بلا استئذانٍ ، حملَ لها وروداً وأزهاراً ، غيرَ أنّهُ نسيَ أن يأخذَ معهُ كفنَ الحُبِّ وحنوطَ الوداعِ.
هُنا في بيتهِ أيضاً ، هذا عطرٌ كانتْ تُحبّهُ ، وهذه رسالةٌ ورديّةٌ فيها بقايا من كلامِها المؤنسِ ، وهناكَ عندَ تلكَ النافذةِ كانَ يجلسُ مُطرقاً واجماً يرقبُ الأفقَ في انتظارِ حلولِ موعدِها ، عندما تُقبلُ في جمالٍ مهيبٍ ، وسكينةٍ مشوبةٍ ببراءةٍ وخجلٍ ، وتلكَ مناديلُ ملهوفةٌ تبحثُ عن كفّيها.
وهوَ في نفسهِ وجسمهِ كذلكَ مرتعٌ خصبٌ للذّكرى القاتلةِ ، هُنا مرّتْ يدُها ، وهذه الأناملُ صافحتْها ، وهذا النحرُ عانقها ، وفي هذه المحاجرِ الضئيلةِ كانتْ مساكنُها.
كفى ! كفى !
الوحشةُ تزدادُ ، والتنميلُ يدِبُّ إلى جسمهِ.
والدّنيا تضيقُ دروبُها فجأةً لتُصبحَ أقصرَ من مرورِ الساعاتِ بين يديها.
وظيفتهُ الآنَ أن يبحثَ عن فُتاتِ أحلامهِ في هذه السفوحِ الشاهقةِ والرمالِ القاحلةِ ، يبحثُ داخلها عن بستانٍ أو روضةٍ ، كالأعمى يستدلُّ على دربهِ دون مُعينٍ.
يا للبائسِ المُغفّلِ .. المسكينِ ، بعدَ زيفِ الحُبِّ وأسطورةِ الغرامِ ، سيقضي حياتهُ في تعاسةٍ وشقاءٍ .. وأنين !
لم تبدأ فصولُ هذه المأساةِ حتّى تنتهي!
هكذا هي قصصُ الحبِّ في المشرق العربي : عقدٌ على غدرٍ وخيانةٍ ، أو فراق ولوعة ، أو نهايةٌ مأساويةٌ ، أو دلع بنات ! غابةٌ من الشوكِ تلوحُ في وسطها وردة ذابلة ، لا الوردة تستحق العناءَ ولا الشوكُ يتركُ سبيلاً للوصالِ ، من لم تُفارقْ غدراً فارقتْ قسْراً.
مسيرةُ الفِراقِ والإحباطِ تبدأ بألفِ وهمٍ ووهمٍ : هل المرأةُ غادرةٌ ماكرةٌ !؟ .. أمِ الرجلُ هو العابثُ الداعرُ !؟ ، هذا دأبُ الحبِّ الشرقيِّ يتخبّطُ في غابةٍ من الشكوكِ ، ويموجُ في طوفانٍ من أمواجِ الريبةِ ، والنّهايةُ كالبدايةِ.
العاطفةُ الصادقةُ الحقّةُ تختبئ في جملتين داخلَ أعماقِ القلوبِ المُخلصةِ .. جملةٌ فيها اسمُ الحبيبِ .. والثانيةُ تحملُ أيمانَ الولاءِ ونُذُرَ المحبّةِ ، لا تحوي فلسفة أو تعقيداً ، ليستْ كحُبِّ اليومِ ، الحبِّ المبذولِ لمن رغِبَ ، والعاطفةِ الرخيصةِ ، فالقلبُ الواحدُ صارَ يحوي عشراتِ الصفحاتِ من الأسماءِ والقِصصِ ، قِصّةٌ على إثرِ قصّةٍ ، واسمٌ يأخذُ مكانَ آخرَ ، وصورةٌ تُزاحمُ أخرى ، وتمضي حياةُ العبثِ إلى نهايةِ الحرمانِ الأكيدةِ ، وقانونُ الحُبِّ لا يحمي المغفّلينَ من أصحابِ المشاعرِ الخفيفةِ كعقولِهم.

تذكّروا جيّداً يا أصحابَ المشاعرِ الصادقةِ النّابعةِ من الأعماقِ : القلبُ إذا ماتَ صعُبَ إحياءهُ من جديدٍ .
mahdeldmo3

ليست هناك تعليقات: